الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

أسباب حركة الصفائح التكتونية
يرى العلماء أن تيارات الحمل الدورانية هي مصدر القوى التي تعتمد عليه نظرية الصفائح التكتونية التي في تفسيرها لحركة القارات ونموها وتكوين الجبال وأحواض الترسيب, حيث تنشأ تيارات حمل في منطقة الأثينوسفير المرنة نتيجة حدوث تغير في درجة الحرارة في باطن الأرض, مما يؤدي إلى وجود تيارات حمل دورانية على شكل خلايا دائرية ون الجزر البركانية التي تقع في وسط الألواح المحيطية التي تعتبر مناطق خالية نسبيا من النشاط التكتوني, وذلك لأنها تقع فوق بقع ساخنة في المناطق العليا من لب الأرض, وتعمل الحرارة الصاعدة من هذه النقطة وبذلك تندفع المادة المنصهرة إلى السطح مكونة جزرا بركانية مثل جزر هاواي التي تقع في وسط المحيط الهادي.
·         فسرت هذه النظرية ما سبقها من نظريات وخصوصا ما يتعلق بالدورة الصخرية وتوازن القشرة الأرضية.
دورة الصخور وتكتونية الأطباق
تمهيد:
إن تكون الصخور بأنواعها الثلاث الرئيسة (النارية والرسوبية والمتحولة) يرتبط بصورة وثيقة بالعمليات الداخلية للأرض المتمثلة بحركة الأطباق الأرضية الحادثة في الغلاف الصخري نتيجة لنشاط تيارات الحمل في الغلاف الضعيف، وكذلك يرتبط بالعلميات الخارجية المتمثلة بالتعرية والنقل والترسيب الحادثة في الغلاف الصخري نتيجة لنشاط الغلافين المائي والهوائي. في هذا الفصل نهتم بدراسة الدور الذي تلعبه حركة الأطباق الأرضية في تكون الصخور وفي انتقالها من نوع إلى آخر وفقاً لما يعرف بدورة الصخور.

مقدمة:
الصخور هي مواد صلبة ناتجة أما من تجمع معدن واحد أو أكثر، أو من تجمع مواد معدنية مع قطع صغيرة من صخور أخرى، أو من تجمع مواد عضوية صلبة. هذا يعني أن الصخور تتكون من عدد من الحبيبات المعدنية المنفردة ـ ليس من الضروري أن تكون من نوع واحد ـ أو من حبيبات معدنية زائد قطع صخرية، وجميعها متماسكة بثبات مع بعضها في كتلة واحدة. تقسم الصخور اعتماداً على طريقة تكونها إلى ثلاث أصناف هي: الصخور النارية والصخور الرسوبية والصخور المتحولة.

مخطط انسيابي يبين تصنيفاً مبسطاً للصخور.

الصخور النارية:
(1)           وهي تنشأ من تصلب مادة سلكاتية ذائبة تعرف بالصهير (Magma). وعند خروج الصهير إلى سطح الأرض فانه يعرف بالحمم (lava). وكلمة (Igneous) من أصل لاتيني (Ignis) وتعني نار (Fire). تقسم الصخور النارية بصورة رئيسة إلى نوعين اعتماداً على العمق الذي تتكون فيه الصخور والذي يعكس بدوره حجم البلورات المعدنية المكونة للصخرة النارية، هذين النوعين هما: الصخور النارية الجوفية والصخور النارية الخارجية.
    الصخور النارية الجوفية:
هي التي تتكون من تصلب الصهير تحت سطح الأرض. ولأنها تتكون نتيجة لعملية التبريد البطيء للصهير فأن بلوراتها تملك فرصة جيدة للنمو، لذلك تكون ذات أحجام كبيرة ممكن مشاهدتها بالعين المجردة، مكونة نسيجاً صخرياً يعرف بالنسيج الفانيري (Phaneritic Texture). هذا النوع من الصخور يعرف أيضاً بالصخور النارية البلوتونية (Plutonic Igneous Rocks) نسبة لـ (Pluto) اله العالم السفلي عند الإغريق.
    الصخور النارية الخارجية:
هي التي تتكون من تصلب الصهير فوق أو بالقرب من سطح الأرض. ولأنها تتكون نتيجة لعملية التبريد السريع فأن بلوراتها لا تملك فرصة جيدة للنمو، لذلك تكون ذات أحجام صغيرة يصعب تميزها بالعين المجردة، مكونة نسيجاً صخرياً يعرف بالنسيج الأفانيتك (Aphanitic Texture) أو أحياناً نسيجاً زجاجياً (Glassy Texture). هذا النوع من الصخور يعرف أيضاً بالصخور النارية البركانية (Volcanic Igneous Rocks) لأنها عادة تتكون نتيجة لتصلب الحمم البركانية.
الصخور الرسوبية:
 وهي تنشأ من تماسك الرواسب (Sediments) المفككة التي تتكون نتيجة لعمليات التعرية (التفتيت والنقل) والترسيب، سواء كانت رواسب فتاتية أو كيميائية أو عضوية. هذه العمليات تتكون بسبب نشاط الرياح والمياه والجليديات. تقسم الصخور الرسوبية اعتماداً على نوعية الرواسب المكونة للصخرة إلى ثلاث أنواع هي: الصخور الرسوبية الفتاتية، والصخور الرسوبية الكيميائية، والصخور الرسوبية العضوية.
الصخور الرسوبية الفتاتية:
تتكون نتيجة لتصلب الفتات الصخري والقطع المعدنية التي تتفتت نتيجة للعمليات الجوية وتنقل وتترسب ومن ثم تتصلب. وكلمة (Clastic) مشتقة من الكلمة الإغريقية (Klastos) التي تعني مكسر (Brocken).
    الصخور الرسوبية الكيميائية:
تتكون نتيجة لتصلب الرواسب الناتجة من المحاليل المائية المشبعة، والذي يحصل كنتيجة لبعض التفاعلات اللاعضوية في المياه.
    الصخور الرسوبية العضوية:
 تتكون من تجمع هياكل الكائنات البحرية أو بقايا النباتات وتماسكها، وهي عادة ما تكون مترافقة مع رواسب أخرى فتاتية أو كيميائية والتي تعمل كمادة لاحمة تربط قطع المواد العضوية مع بضها مكونة الصخور الرسوبية العضوية، لذلك يعد هذا النوع من الصخور في بعض المصادر تابعاً لكل من النوعين السابقين.
الصخور المتحولة:
 تنشأ من تغير مكونات أو معدنية أو نسيج أو تركيب أنواع صخرية أقدم سواء كانت صخور نارية أو رسوبية أو متحولة نتيجة لتغير الظروف الفيزيائية (الضغط ودرجة الحرارة) أو الظروف الكيميائية (تركيز بعض العناصر الكيميائية). هذا التغير يحدث في الحالة الصلبة. وكلمة تحول (Metamorphism) مشتقة من الإغريقية وتعني تغير  الشكل (Change of form). تقسم الصخور المتحولة اعتماداً على وجود أو غياب المعادن الطولية أو المسطحة وتوجيهها إلى نوعين: الصخور المتحولة الصفائحية والصخور المتحولة غير الصفائحية.
    الصخور المتحولة الصفائحية
تتكون نتيجة ترتيب المعادن باتجاه محدد بسبب تعرضها لضغط شديد يعيد ترتيب الحبيبات الصخرية أو المعدنية، لذلك فأنها تمتاز بوجود نسيج صفائحي.
    الصخور المتحولة غير الصفائحية:
الحبيبات الصخرية أو المعدنية المكونة لهذا النوع من الصخور لا تمتاز بترتيب واضح لذلك فان نسيجها ليس صفائحياً، وهي عادة ما تتكون نتيجة لتأثير درجة الحرارة.
                        دورة الصخور:
من الملاحظ أن الأرض هي جسم متغير باستمرار، فالجبال تتكون وتزول، والبحار تتقدم وتتراجع فوق سطوح القارات. كما أن العمليات الخارجية والداخلية للأرض توثر بصورة ثابتة على الكوكب، والصخور هي واحدة من هذه المواد الأرضية التي تتعرض دائماً للتغيير، فنحن لا نملك نموذجاً صخرياً واحداً لم يتعرض إلى التغيير منذ تكون الأرض، وأقدم صخرة معروفة يبلغ عمرها حوالي (3.8) بليون سنة. كما أن العديد من الصخور تتعرض إلى التغيير باستمرار، وهذا التغيير المستمر للصخور يؤدي إلى تنقلها من نوع إلى آخر، فبالمكان أن تصبح الصخور النارية صخوراً متحولة أو رسوبية وبالعكس، وعملية التنقل هذه في الصخور من نوع إلى آخر تعرف بدورة الصخور.
الشكل (2) يبين كيفية انتقال الصخور من نوع إلى آخر بفعل عمليات عديدة (داخلية وخارجية). فعند تصلب الصهير نتيجة لعملية التبريد تتكون الصخور النارية، والتي تتعرض لعمليات تعرية تؤدي إلى تفتيتها ونقلها وترسيبها مكونة الرواسب التي سرعان ما تدفن تحت رواسب جديدة فتتصلب مكونة الصخور الرسوبية. هذه الصخور الرسوبية إذا تعرضت لحرارة و/ أو ضغط فأنها تصبح صخوراً متحولة، أو ربما تتعرض لعمليات رفع ونشاط عمليات التعرية من جديد وبالتالي تكوين صخور رسوبية جديدة. الصخور المتحولة المتكونة إذا تعرضت لعملية الإذابة فأنها تكون الصهير الذي يتصلب مكوناً صخور نارية، أما إذا تعرضت إلى التعرية فأنها تكون صخور رسوبية. نلاحظ من الشكل (2) أن الصخور الرسوبية لا يمكن أن تصبح صخوراً نارية بصورة مباشرة وذلك لأنها تتعرض إلى الحرارة أولاً التي تجعلها صخوراً متحولة ومن ثم تصبح صهيراً يتصلب ليكون صخور نارية.

دورة الصخور في الطبيعة اعتماداً على طبيعة العوامل المؤثرة عليها من تعرية وترسيب وضغط ودرجة حرارة.
دورة الصخور وتكتونية الأطباق:
لاحظنا في الفقرة السابقة بان أنواع الصخور المختلفة هي نتاج لمفهوم دورة الصخور. ويمكن أن نلاحظ أيضاً بأنها ترتبط بتكتونية الأطباق والتي تعمل على بناء الجبال وحدوث النشاطات النارية بمختلف أنواعها، كما أنها تعمل على  تحفيز دور العمليات الخارجية المتمثلة بعمل الغلاف الغازي والمائي. فيما يلي إيضاح لدورة الصخور في الطبيعة وفقاً لمفاهيم تكتونية الأطباق.
في الشكل (3) نلاحظ أن الصخور النارية الجديدة تتكون من الصهير الصاعد من الغلاف الضعيف (Asthenosphere) عند الحافات الانتشارية أو فوق انطقة الغوران. الحرارة الناتجة من تبريد الصهير يمكن أن تسبب عملية تحول في القشرة القارية، مع إعادة تبلور (Recrystallization) في مناطق الحرارة المرتفعة التي تسبب تغيراً في نسيج و/ أو معدنية الصخور المجاورة. بعض هذه الصخور المحيطة قد تذوب لتكون صخور نارية جديدة. القوى الناتجة من تصادم الأطباق عند الحافات التقاربية تساهم في عملية التحول بواسطة زيادة الضغط والاجهادات المؤثرة على الصخور.
التعرية المؤثرة على القارات تعمل على تفتيت جميع أنواع الصخور الموجودة وتكوين الرواسب. العديد من هذه الرواسب تنقل أخيراً إلى حافات القارات لتتجمع في أحواض عميقة وفي الخنادق. أثناء دفن هذه الرواسب أسفل طبقات رسوبية أخرى، قد تتصلب مكونة الصخور الرسوبية. الصخور الرسوبية، بالمقابل، قد تتعرض إلى عملية تحول أو حتى إذابة بسبب الضغط أو النشاط الناري عند حافات الأطباق. بعض من هذه المواد الرسوبية أو المتحولة قد تحمل إلى الأسفل مع الغلاف الصخري المحيطي الغائر لتذوب وتصبح صخوراً نارية. لذلك فان نشاط تكتونية الأطباق يلعب دوراً واسعاً في تكوين صخور جديدة من الصخور القديمة التي يتكون منها الغلاف الصخري.


دورة الصخور في الطبيعة وعلاقتها بتكتونية الأطباق (Montgomery, 1997).
الصخور النارية وتكتونية الأطباق:
يتولد الصهير المسئول عن تكوين الصخور النارية عند حافات الأطباق التباعدية أو التقاربية وبطرائق وظروف مختلفة تقود بالنتيجة إلى تكوين صخور نارية مختلفة. الجدول (1) يلخص العلاقة بين حافات الأطباق المختلفة وبين أنواع الصخور النارية المتكونة والعمليات المسئولة عن تكونها، فضلاً عن ذكر طبيعة الصهير الأصلي حامضي (Silicic) أو قاعدي (Mafic) وكذلك حالته النهائية (حامضي أو متوسط أو قاعدي).


الصخور النارية عند حافات الأطباق التقاربية:
 في حافات الأطباق الغورانية تهبط القشرة المحيطية المؤلفة من البازلت البارد والرطب والمغطاة برواسب بحرية إلى داخل الجبة الساخنة. عند عمق حوالي (100 كم) تصبح درجة الحرارة كافية لتعرض القشرة المحيطية الغائرة لعملية الإذابة الجزئية (Partial melting) كما أن الماء الموجود في المعادن يطرد إلى الخارج بفعل عملية التميؤ (Dehydration) (الشكل 4). هذا الصهير المائع القليل الكثافة يرتفع إلى الحدود العليا من بيريدوتايت الجبة (Mantle Peridotite) ويتسبب في إذابتها جزئياً. الماء يعمل على تقليل نقطة ذوبان الجبة. فضلاً عن ذلك، فان الصهير الناتج يكون غني بالماء والأوكسجين المشتق من القشرة المحيطية. التبلور الجزئي لهذا الصهير يقود إلى تكون الاندسايت (Andesite) والرايولايت (Rhyolite). على العموم، إذا دخل الصهير إلى طبقات القشرة القارية فأنها قد تصبح أكثر سليكاتية بسبب غناها بأوكسجين السليكون (SiO4) واستيعابها للصهير. كميات كبيرة من الصهير تستقر داخل القشرة القارية لكي تشكل التراكيب النارية الجوفية (Plutonic Igneous Structures) التي قد تلتحم مع بعضها لتكون تركيباً ضخماً هو الباثوليث (Batholith). الكرانيت والدايورايت الموجودين في باثوليث السيرنيفادا (Sierra Nevada) تعد مثالاً جيداً. قسم من الصهير يجد طريقه إلى سطح القشرة (المحيطية أو القارية) لتكون البراكين المتألفة من الاندسايت والتي تميز حافات الأطباق الغورانية. على أية حال، هناك تنوع واسع من الصهير يمتد من البازلت إلى الاندسايت يتعرض للانفجارات البركانية. أما الصهير المتكون في الحافات التصادمية، أي بين قشرتين قاريتين، فأنه يمتاز بكونه غني بالسيليكا لأنه يتكون من الإذابة الجزئية للقشرة القارية.
 

تكون الصهير عند الحافات التقاربية. الصهير القاعدي (Mafic) يتولد في الغلاف الضعيف فوق الغلاف الصخري المحيطي الغائر، أما الصهير الحامضي (Felsic or Silicic) فيتكون أسفل القشرة. الإذابة الجزئية للصخور فوق القاعدية (Ultramafic) المبللة تحدث في نطاق درجة حرارته أكثر من (1000 درجة مئوية) (Plummer et al., 2003).
الصخور النارية عند حافات الأطباق التباعدية:
تتميز حافات الأطباق التباعدية، المتمثلة بشكل رئيس بحواجز وسط المحيط، بنشاطات بركانية وارتفاع في معدل الجريان الحراري. وقد أجريت دراسات عديدة لحواجز وسط المحيط أظهرت وجود أعداد هائلة من تراكيب فقاعية الشكل من صخور البازلت تسمى بالحمم الوسائدية (Pillow Lava) التي تتكون تحت الماء عندما يتعرض التدفق البازلتي إلى تبريد مفاجئ وسريع، وعادة لا يغطي الحمم الوسادية، أو تغطيها طبقة خفيفة، من الترسبات (الشكل 5).
كما لوحظ وجود العديد من التشققات في قمم المرتفع المحيطي يزيد عرض اغلبها عن (3 أمتار)، وتتوزع هذه الشقوق بأعداد كبيرة وصلت كثافتها إلى أكثر من (400) شق في مساحة لا تزيد عن (6 كم2). وتؤدي عمليات قذف الحمم البركانية من خلال هذه الشقوق الممتدة بصورة موازية لوادي التصدع إلى تكوين حاجز ضيق طولي ممتد بنفس الاتجاه والتي تعتبر دليلاً أكيداً على حدوث قوى سحب على جانبي الحاجز المحيطي.
إن العامل الحاسم في تكون الصهير البازلتي في مراكز الانتشار مقارنة بالمناطق الأخرى يكمن في انخفاض الضغط في هذه المراكز نتيجة لعمليات التصدع الجارية فيها مما يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة اللازمة لحدوث عمليات الانصهار. ومن الجدير بالذكر أن التجارب قد أثبتت بان الإذابة الجزئية بنسبة (10 30 %) من صخور البريدوتايت (Peridotite) المكونة بصفة رئيسية من معدني الاوليفين والبايروكسين ينتج صهيراً من تركيب البازلت الذي هو اقل كثافة من مواد الجبة الصلبة وبالتالي يرتفع إلى أعلى خلال التشققات في الأطباق المتباعدة مكوناً قشرة محيطية جديدة.
ومن المعتقد أن ما يقذف سنوياً على طول المرتفعات المحيطية الوسطية يقدر بحوالي (20 كم3) من البازلت. وتشير هذه الدراسات إلى أن النشاطات البركانية هذه تمثل ثورات هائلة طويلة الأمد من صهير البازلت ممتدة لفترة جيولوجية طويلة وأن مصدر هذه المواد يعود إلى الإذابة الجزئية في منطقة الجبة الأرضية.
 



الصخور النارية عند سلاسل جبال وسط المحيط. بناء قشرة محيطية بازلتية جديدة مع تكون التراكيب الوسائدية. يتضح من هذا الشكل أن التتابع الصخري لقاع المحيط يتألف من طبقة رقيقة من الصخور الرسوبية يقع أسفلها صخور بازلتية ومن ثم صخور الكابرو وأخيراً طبقة من البيريدوتايت.
الصخور النارية بعيداً عن حافات الأطباق:
منشأ الصهير في الجزر المحيطية (Ocean Island) الموجودة في داخل الأطباق بعيداً عن حافات الأطباق يبدو غامضاً نوعاً ما. النوع الواضح من البازلت يوجد في الجزر المحيطية والجبال البحرية (Sea-mountains). تفاصيل مكونات هذا الصهير اقترحت من قبل العديد من الجيولوجيين الذين يرون أنها تكونت بواسطة الإذابة الجزئية في الريش الصاعد في الجبة. من المفترض أن الصهير يرتفع بسبب كونه أكثر طفواً وأدفأ من مواد الجبة المحيطة به. وعندما يقترب الريش من سطح القشرة فأنه يذوب جزئياً مكوناً البازلت الذي يرتفع إلى السطح. الصهير البازلتي قد ينفجر ليكون سلسلة من البراكين الدرعية (Shield Volcanoes) مثل جزر الهاواي (Hawaiian Islands)، أو ليكون إقليم مغطى بالبازلت الفيضاني (Flood Basalts). إن عملية تكون الصهير بسبب ريش الجبة تكون مشابهه جداً لتلك المتكونة عند الحواجز المحيطية، ولكن مكونات وأشكال نطاق توليد الصهير والانفجار البركاني تكون مختلفة تماماً. إذا اصطدم الصهير البازلتي القادم من ريش الجبة بالقشرة القارية فأن الرايولايت قد يتكون نتيجة لذوبان المواد القارية. هذا الرايولايت أو الكرانيت الداخلي (Intrusive Granites) يكون مشابه لذلك الموجود في مناطق الانهدامات (Rifts) عند الحافات التباعدية.
تمتاز مناطق التشقق القاري (Continental Rift) الناتجة من البقع الحارة بنشاط بركاني وناري، حيث تندفع أحجام هائلة من الصخور البازلتية وتنتشر أفقياً لتغطي مساحات واسعة قرب مناطق التصدع مكونة بذلك طبقة تكاد تكون مستوية من الصخور النارية تسمى الهضاب البازلتية (Plateau Basalt) ناتجة من تجمع البازلت الفيضاني(Flood Basalt) على طول الشقوق القارية. ومن الهضاب البازلتية الكبيرة في العالم هضبة أثيوبيا في أفريقيا وهضبة كولومبيا غرب الولايات المتحدة الأمريكية، والأخيرة تغطي مساحة تقدر بحوالي (5 ملايين كم2) وبسمك حوالي (1-2 كم) وقد استمرت عملية تدفق الحمم البركانية فيها طيلة (30) مليون سنة الماضية مع زيادة ملحوظة في النشاط البركاني خلال المليون سنة الأخيرة.
الصخور الرسوبية وتكتونية الأطباق:
على الرغم من أن طبيعة الصخور الرسوبية تعتمد على العديد من العوامل الخاصة بالبيئات الترسيبية مثل عمق المياه والتيارات المحيطية والنشاط الحياتي والمصدر المجهز للرسوبيات، إلا أن تكتونية الأطباق تلعب دوراً مهماً في تحديد نوعية الرواسب الناتجة وتتابعها على النطاق العالمي. فتكتونية الأطباق تتحكم في وجود البحار الضحلة على المنصة المستقرة (Stable Platform) وتوزيع الحافات القارية (Continental Margins) وتطور الأحواض الترسيبية، وأخيراً تتحكم في أصل الأحزمة الجبلية التي هي مصدر للعديد من الرواسب. وفيما يلي بعض الأمثلة عن الأوضاع التكتونية التي تساهم في تكون التجمعات الرسوبية الرئيسة.
الصخور الرسوبية عند حافات الأطباق التباعدية:
الانهدامات القارية هي المثال النموذجي عن الأحواض القارية المسئولة عن تجمع الرسوبيات بشكل كبير. ومراحل الانهدامات المبكرة تتمثل بحدوث تحدب أو انتفاخ في القارة وبالتالي تكوين قوى شد تسبب تتنحف القشرة وبالتالي تكون كسور في الجزء العلوي الهش من القشرة. بعد ذلك يحدث توسع وتنحف للقشرة القارية التي تكون بالنهاية وادي التشقق (Rift Valley) الناتج من عمليات التفلق




الصخور الرسوبية عند حافات وادي التشقق والتي تتكون من تجمع رسوبيات فتاتية قارية ورواسب البحيرات المتبخراتية في حالة كون المناخ جافاً (Plummer et al. 2003).

الجوانب المتفلقة بشدة من نطاق الانهدام تدريجيا تصبح حافات قارية خاملة (Passive Margins) جديدة. في أقاليم المناخات الجافة فان الكتلة الصخرية المتفلقة عند الحافات الخاملة سوف تتعرض لعمليات تعرية تؤدي إلى تكوين المراوح الفيضية (Alluvial Fans) التي تتداخل مع رواسب البحيرات، كم أن رواسب متبخرتية سميكة قد تتجمع في بحيرات البلايا (Playa Lakes). مع استمرار التنحف في القشرة القارية فان عمليات الاندفاعات الصخرية من منطقة الجبة وعمليات إذابة الرواسب قد تحدث مع حدوث الانفجارات البازلتية أيضاً في مراحل لاحقة، إذ أن الصهير الرايولايتي (Rhyolitic Magma) قد ينتج بسبب الإذابة الجزئية للقشرة الكرانيتية بسبب حرارة البازلت أو نتيجة للتفاضل الصهيري البازلتي، وهذا ما يفسر تداخل الصخور البركانية مع الرواسب في حوض التشقق(الشكل 7).
عندما تتحرك القارات بعيدا عن المنطقة الساخنة أي بعيدا عن الحواجز الانتشارية (Spreading Ridge)، فان الحافات الانهدامية تبدأ بالتجلس وبالتالي تسمح بتجمع تتابعات رسوبية سميكة. مع استمرار التجلس فان انطقة التشقق أو الانهدام تبدأ بتكوين انخفاضات طوبوغرافية هي بحار ذات شكل طولي وضيق وضحل. رواسب البحار الضحلة تترسب فوق الرواسب القارية الأقدم التي تترسب في وادي التشقق الأصلي (القديم)، إذا كان المناخ حارا وجافا فان كميات كبيرة من الأملاح سوف تترسب عند قمة الرواسب الموجودة في المنخفضات. الرواسب الملحية تتكون بواسطة تبخر مياه البحار في الانهدامات الناضجة وقد يصل سمكها إلى أكثر من (1كم). مثال عليها الرواسب المتكونة في البحر الأحمر. (الرواسب الملحية قد تتحرك نتيجة لتأثير الضغط الايزوستاتيكي (Isostatic Pressure) وترتفع بشكل قباب ملحية خلال الطبقات العليا). في النهاية، يصل عرض الانهدام إلى الحد الكافي الذي يسمح بحركة المياه البحرية بداخلة بصورة حرة، لذلك فان البحار الضيقة عادة تكون غنية بالحياة البحرية لذلك نجد أنه في المناخات الاستوائية (Tropical Climates) ينمو المرجان العضوي (Organic Reefs) على حافات الكتل المتفلقة (Fault blocks) (الشكل 7) مع وجود بحيرات لاكونية ضحلة (Shallow Lagoons) وسواحل رملية (Beaches).
في الأحواض المحيطية الواقعة خلف الحافات القارية الخاملة (Passive Margins) تتكون تيارات بحرية عنيفة تعرف بتيارات العكورة (Turbidity Currents) تعمل على نقل الرواسب إلى الأعماق السحيقة في المحيطات مكوناً رواسب بحرية تعرف برواسب العكورة (Turbidity Sediments). تتكون أيضاً في المناطق المحيطية العميقة رواسب عضوية تعرف بـ (Organic Ooze) التي تختلط مع رواسب ناتجة من تجمع الغبار الذي تنقله الرياح ببطيء إلى مياه البحار وبالتالي تكوين طبقات جوزية اللون تتجمع فوق أجزاء من الصخور النارية للقشرة المحيطية.






الخصائص التركيبية والرسوبية للحافة الخاملة المتكونة نتيجة انفصال القشرتين القاريتين عند مناطق التشقق أو الانهدامات القارية (Hamblin and Christiansen, 1997).
الصخور الرسوبية عند حافات الأطباق التقاربية:
الحزام الجبلي ينشأ على طول حافات الأطباق التقاربية بصورة نموذجية، وهذه الأحزمة تملك أحواض متجلسة تقع على جانبيها (الشكل 8). الحوض الواقع باتجاه القارة يعرف بالحوض الخلفي(Backarc Basin)  ولأن عمليات التعرية في الأحزمة الجبلية تكون على أشدها فان تجمعات رسوبية تعروية كبيرة سوف تتجمع بسرعة في هذه الأحواض بشكل مراوح فيضية (Alluvial Fans) وهي تحتوي على الكونكلوميرات وتجمعات من الحجر الرملي والشيل. التجلس في هذه الأحواض يكون كبيراً جداً بحيث لا يمكن تميزها عن الأحواض البحرية الضحلة. على الجانب المحيطي من الحزام الجبلي يتكون حوض يعرف بالحوض الأمامي (Forearc Basin). الملاحظ أن المسافة بين السلسلة الجبلية والبحر أو المحيط تكون قصيرة وليس هناك رف قاري واسع. لذلك فان الأنهار تكون قصيرة العمر والتعرية وليس الترسيب هي السائدة على القارات. الرواسب التي تنقلها الأنهار المتجهة نحو المحيطات تعمل على نقل الرواسب وتجميعها في الخنادق المحيطية العميقة المجاورة للقارات، والكثير من هذه الرواسب يستهلك في نطاق الغوران. مع ذلك، فان هناك كمية كبيرة من الرواسب القارية تختلط مع الرواسب البحرية الطينية والبازلتية في الخنادق البحرية، هذه الرواسب تعرف بالميلانكو (Melango) وهي كلمة غير إنكليزية، بل اسبانية، تعني خليط غير متجانس (Heterogeneous Mixture).





الصخور الرسوبية عند حافات الأطباق التقاربية، تحديداً نطاق الغوران المتكون من تقارب قشرة محيطية من اخرى قارية. يلاحظ وجود حوضين ترسيبيين على جانبي السلسلة الجبلية، الأول باتجاه القارة ويعرف بالحوض الخلفي (Backarc Basin) والثاني باتجاه البحر ويعرف بالحوض الأمامي (Forearc Basin) والذي ينتهي عند حافة الخندق المحيطي (Plummer et al., 2003).

مما سبق يتضح لنا بان تكتونية الأطباق تتحكم بنوعية ومواقع تجمع الرسوبيات من خلال تحكمها بتكون وديان التشقق القارية والأحواض المحيطية والأحزمة الجبلية، والتي تتحكم بدورها في طبيعة توزيع الأنهار والشكل الطوبوغرافي والخصائص التركيبية للقارات. فضلاً عن ذلك، فأن تتكتونية الأطباق تتحكم بمعدل اندفاع (Uplift) وتجلس (Subsidence) القشرة الأرضية وبالتالي تتحكم بمعدلات التعرية والترسيب.


الصخور الرسوبية وحركة الأطباق من دائرة عرض إلى أخرى:
بصورة غير مباشرة، ولكن مؤثرة، نجد أن هناك تأثير آخر لتكتونية الأطباق على شكل وطبيعة الترسيب ناتجة من زحزحة القارات في أنطقة مناخية مختلفة (الشكل9). ففي النطاق المداري نجد غطاء نباتي سميك قد يكون مستنقعات الفحم (Coal Swamps). إذا تحركت القارة خلال خطوط العرض الواطئة فان الرواسب الصحاراوية والرمال المتكونة بفعل الرياح الهابة سوف تترسب فوق طبقة الفحم. وإذا استمرت حركة القارة باتجاه أحد القطبين فان الرواسب الجليدية (Glaciar) قد تتجمع فوق الرمال الصحراوية. لذلك نرى بان التغيرات التكتونية لا تقتصر على تغير ظروف الحوض الترسيبي فقط، بل تتعداه أيضاً إلى التأثير على نمط التتابع في الصخور الرسوبية.






حركة الأطباق، ومن ضمنها القارات، من دائرة عرض إلى أخرى، ودورها في تغيير نمط التتابع الرسوبي
 
(Hamblin and Christiansen, 1998).
الصخور المتحولة وتكتونية الأطباق:
في الحقيقة، لا يمكن أبداً ملاحظة عمليات التحول بسبب كونها تحدث في أعماق القشرة الأرضية، ولكن في المختبر يمكن دراسة كيف أن المعادن تستجيب إلى التغيرات في درجات الحرارة والضغط والتي تحاكي، إلى حدٍ ما، الظروف التي تحدث عندها عملية التحول. هذه الدراسات المختبرية، مع الملاحظات الحقلية ودراسة أنسجة ومكونات الصخور المتحولة، أثبتت وجود علاقة بين تكون الصخور المتحولة وحافات الأطباق التكتونية. يلخص الشكل (10) بعض الأفكار الرئيسة بخصوص علاقة الصخور المتحولة بتكتونية الأطباق، والتي لوحظ أنها توجد في جذور الأحزمة الجبلية المنثنية وفي الحواجز المحيطية وفي أنطقة التشقق القارية. وأن كل موقع من هذه المواقع الثلاث يمتاز بوجود عدد من سحنات التحول (Metamorphic Facies) التي ترتبط بطبيعة كل من الضغط ودرجة الحرارة والمحاليل الكيميائية. من المعروف أن هناك عدد من سحنات التحول اشهرها:
(1) سحنة الزيولايت (Zeolite Facies):
(2) سحنة الشيست الأخضر (Greenschist Facies):
(3) سحنة الامفيبولايت (Amphibolite Facies):
(4) سحنة الشيست الأزرق (Blueschist Facies):
(5) سحنة اليكلوجايت (Eclogite Facies):
(6) سحنة الكرانيولايت (Granulite Facies):








الشكل (10): علاقة سحنات التحول بحافات الأطباق التكتونية التباعدية والتقاربية ودور كل من الضغط ودرجة الحرارة والمحاليل الكيميائية في تحديد نوع السحنات التحولية (Hamblin and Christiansen, 1998).
الصخور المتحولة عند حافات الأطباق التقاربية:
استناداً لنظرية تكتونية الأطباق فأن ضغوط عالية تنتج عند حافات الأطباق المتصادمة، فضلاً عن الحرارة العالية التي تتكون بالقرب من أنطقة الاختراقات الصهيرية (Magma Intrusions) أو عند الأعماق السحيقة، وكذلك حدوث عمليات التشويه والقص في مناطق الانزلاق على طول أنطقة التكسر وفي أعماق أنطقة الغوران (Subduction Zones). نتيجة لذلك فأن أقاليم التحول تتكون بشكل جيد في الجذور العميقة للأنطقة الجبلية المطوية، والتي توجد بالقرب من حافات الأطباق المتصادمة. إن عملية أعادت التبلور (Recrystallization) تميل إلى إنتاج تورق (Foliations) ذو زاوية عالية أو عمودية في الأحزمة الخطية للصخور المتحولة والتي تكون موازية إلى حافات الأطباق المتصادمة. إن مجموعات مختلفة من الصخور المتحولة تنشأ من مواد مصدرية مختلفة. فعلى طول الحافات القارية تكون المواد المصدرية هي الرمال والشيل والحجر الجيري، وفي الجزر القوسية تكون الرواسب البركانية والحمم هي المصدر، أما في أنطقة الغوران فأن صخور المصدر هي خليط من رواسب بحرية عميقة وبازلت محيطي من القشرة المحيطية. بالقرب من نطاق الغوران نجد أن الرواسب التي تتجمع على قاع البحر مع قطع من القشرة المحيطية البازلتية، قد تتعرض إلى عمليتي القشط والسحق عند الطبق الغائر مكونة كتلة مضطربة (Chaotic Mass) من رواسب أعماق البحار والبازلت المحيطي وأنواع أخرى من الصخور، وكذلك بعض المواد التي قد تكون مشتقة من الطبق العلوي (غير الغاطس). إن التجمعات الناتجة من خليط الصخور هذا تدعى بالميلانكو (Melango) وأثناء عملية الغوران يتم إعادة تبلور العديد من هذه الصخور نتيجة تعرضها إلى عمليات السحق الشديد. هذه المواد سرعان ما تعود إلى السطح بشكل صخور متحولة من سحنة الشيست الأزرق (Blueschist). في المناطق البعيدة عن نطاق الغوران، والمتمثلة بجذور الجبال تحدث أيضاً عمليات تحول ذو درجة حرارة وضغط عاليين مكونة صخور متحولة من سحنات الشيست الأخضر (Greenschist) والامفيبولات (Amphibolite) والكرانولايت (Granulite). المايلونيت (Mylonite) يمكن أن يتكون بسبب عمليات القص الحاصلة في أنطقة التكسر عند حافات الأطباق التصادمية، كذلك يتكون على طول الحافات الانتقالية (Transform Plate Boundaries). بعد توقف عملية التصادم، تحدث عملية موازنة للأحزمة الجبلية الناتجة، حيث تتعرض الجبال إلى عمليات التعرية وتظهر جذورها إلى السطح كاشفة عن معقدات من الصخور المتحولة، وبذلك تتكون مناطق جديدة في القشرة القارية تدعى بالدروع (Shields). بسبب هذه الظاهرة فأن أحزمة الصخور المتحولة في مناطق الدروع التي يتم تشخيصها تعد دليلاً على وجود تصادم قاري قديم. مثال على ذلك، أحزمة الصخور المتحولة الظاهرة في الدرع الكندي (Canadian Shield) أو تلك الظاهرة في الدرع العربي (Arabian Shield).
الصخور المتحولة عند حافات الأطباق التباعدية:
 البيئة التحولية الأخرى، التي تمثل نموذجاً جيداً لعلاقة تكتونية الأطباق بعمليات التحول توجد عند أو بالقرب من مرتفعات وسط المحيط (الشكل 11). في هذا المكان تحدث عملية التحول مكونة سحنات الشيست الأخضر (Greenschist). إن اندفاع أو اقتراب الصخور النارية من سطح القشرة المحيطية سوف يؤدي إلى تكون السوائل الحارة من ماء البحر. نتيجة لهذه السوائل فأن الحمم البازلتية وأجزاء من القشرة القارية سوف تصبح متحولة.



الصخور المتحولة عند سلاسل جبال وسط المحيط ودور المحاليل الكيميائية الناتجة من الينابيع الساخنة في تكونها
 
(Plummer et al., 2003).

الصخور المتحولة بعيداً عن حافات الأطباق:
بعض الصخور المتحولة وبأحجام اقل، من المحتمل أنها تتكون في أجزاء أوطأ من القشرة عند مناطق البقع الساخنة أو أنطقة التشقق القارية (Continental Rift Zones) الناتجة فوقها المتمثلة بأذرع التشقق الثلاثية، إذ أن درجات الحرارة في هذه المناطق تزداد بشكل غير اعتيادي بسبب إقحام المنصهرات النارية داخل القشرة وكذلك بسبب تنحف القشرة عند أنطقة التشقق.
من الجدير بالذكر أن عمليات التحول في البيئات التباعدية تحدث بصورة أقل مما هي عليه في البيئات التقاربية. لماذا؟


تكتونيات الصفائح



الصفائح التكتونية للعالم تم رسمها على خريطة في النصف الثاني من القرن العشرين.
تكتونيات الصفائح Plate tectonics (من اليونانية : τεκτων, tektoon بمعنى : الشخص الذي يبني و يقوض ) هي إحدى نظريات الجيولوجيا الصفيحة الأرضية او الصفيحة التكتونية و قد طورت لتشرح ظاهرة الزحف القاري continental drift ، و تعتبر حاليا نظرية مقبولة على نطاق واسع من العلماء الذين يعملون في هذا المجال .
في نظرية الصفائح التكتونية ، يتكون الجزء الخارجي من باطن الأرض من طبقتين : طبقة الصخرية lithosphere التي تؤلف قشرة الأرض و القسم العلوي المتصلب من المعطف Earth's mantle. أسفل الطبقة القشرية أو الليثوسفير تستقر ما يدعى أسثينوسفير التي تتألف من الجزء اللزج الداخلي للمعطف .
سلوك المعطف يكون كسائل لزج بشدة و فائق الحرارة. وقد ظهرت نظرية الصفائح التكتونية في عام 1960. وأحدثت ثورة كبيرة في تطور العلوم الجيولوجية, وجاءت هذه النظرية لتعضد نظرية الإنجراف القاري للعالم فاجنر 1912.
نظرية الصفائح التكتونية تقسم الغلاف الصخري للأرض lithosphere إلى صفائح plates تسمى بالصفائح التكتونية أو الألواح التكتونية. حيث تطفو تلك الصفائح التكتونية فوق طبقة الأنيثوسفير asthenosphere المنصهرة. ويتغير حجم ومكان هذه الصفائح مع الزمن, وطبقا لهذه النظرية يقسم سطح الأرض إلى 12 صفيحة رئيسية والعديد من الصفائح الثانوية..
تيارات ال


حمل الدوراني

هي الميكانيكية التي تنتقل بها الحرارة التي تسبب صعود المواد الساخنة الأقل كثافة وهبوط المواد الباردة الأكثر كثافة وهي خاصية مميزة للسوائل والغازات. وتكون معدلات الإنسياب بطيئة للغاية كلما إرتفعت درجة الحرارة.
حدود الصفائح
حدود متباعدة
حيث تنفصل الصفائح وتتحرك متباعدة عن بعضها البعض, مما يؤدي إلى نشأة غلاف صخري جديد من الصهارة الصاعدة.
حدود متقاربة
حيث تتصادم الصفائح أو يهبط أحدهما تحت الآخر ويعود الغلاف الصخري إلى باطن الأرض.
حدود الصدع الناقل
حيث تنزلق الصفائح افقياً بعضها البعض فتطحن وتبرى حوافها نتيجة الإنزلاق. وتكون الزلازل على إمتداد حواف الصدوع الناقلة.
تقسيم الصفائح الرئيسية من حيث الحجم
·         صفائح ضخمة, منها صفيحة واحدة تشكل قاع المحيط الهادي, بينما تحمل كل صفيحة من الصفائح الست الباقية قارة وجزءا من قاع محيط من المحيطات, وأكبر هذه الصفائح هي الصفيحة الآسيوأوروبية التي تحمل قارتي آسيا وأوروبا علاوة على نصف قاع المحيط الأطلسي الجنوبي ونصف قاع المحيط الهندي,
وهناك أيضا صفيحة أمريكا الشمالية, والصفيحة الأسترالية الهندية والصفيحة القطبية الجنوبية والصفيحة الأفريقية وصفيحة أمريكا الجنوبية.
·         القسم الثاني يتكون من خمس صفائح صغيرة (يختلف عدد ومسمى الصفائح الصغيرة من مرجع إلى آخر) وهذه الصفائح هي: الصفيحة الفلبينية, الصفيحة العربية, صفيحة الكاريبي, صفيحة نازاكا, الصفيحة الهندية.
حركة الصفائح التكتونية
تتحرك الصفائح بصورة دائمة على الحدود الفاصلة بينها بحيث تتحرك كل صفيحة كوحدة مستقلة متماسكة, لذلك تكون الفواصل بين هذه الصفائحة معرضة دوما للإجهاد والشد, مما ينتج طيات وتصدعات.
وتحدث الزلازل والبراكين نتيجة لحركة هذه الصفائح. وتتحرك هذه الصفائح التكتونية بثلاث طرق مختلفة حسب طبيعة القوى التي تؤثر عليها, وهذه القوى يمكن أن تكون قوى شد (ينتج عنها حركة تباعدية), وقوى ضغط (ينتج عنها حركة تقاربية), أو قوى احتكاك أو قص (ينتج عنها حركة انزلاقية أو انتقالية).
الحركة التباعدية (البناءة)



مراحل الحركة بين الصفائح وتكون مسطحات مائية وجبال صخرية تحت سطح الماء
تنشأ هذه الحركة عن قوى شد مما يؤدي إلى تباعد اللوحين تدريجيا, وفي هذه الحركة يتحرك الصهير الصخري (الماجما) من طبقة الأثينوسفير asthenosphere إلى إعلى دافعا الصفائح التكتونية للتباعد عن بعضها البعض ومكونا صخورا جديدة عند هذه الحواف.
وتحدث هذه الحركة غالبا في قيعان البحار والمحيطات. ومثال على ذلك التباعد بين الصفيحة الأفريقية والأسيوأوروبية من جهة وصفيحيتي أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية من جهة, وتشكل المحيط الأطلسي بينهما وتكون جبال تحت سطح المحيط (Mid-Atlantic Ridge), كذلك التباعد بين الصفيحة العربية والصفيحة الأفريقية والذي أدى إلى تكوين البحر الأحمر الذي يمكن أن يصبح محيطا بعد ملايين السنين.
الحركة التقاربية (الهدامة)




تنشأ هذه الحركة عن قوى ضغط مما ي

ؤدي إلى تقارب اللوحين تدريجيا. وتتوقف طبيعة حركة الألواح المتقاربة (المتصادمة) على نوعها (قارية كانت أم محيطية), حيث ينزلق اللوح المحيطي تحت اللوح القاري, وذلك لأن
الوزن النوعي لصخور الصفائح المحيطية أكبر من الوزن النوعي لصخور الصفائح القارية ومثال على ذلك:
 



رسم تخطيطي يبين طبيعة الحركة بين صفيحتين حافة أحدهما قارية والأخرى محيطية
·         إذا كان اللوحان أحدهما قاري والآخر محيطي, ينزلق اللوح المحيطي تحت اللوح القاري حيث ينصهر في الوشاح ليذوب, ولذلك تعرف هذه الحركة بالهدامة, مثال على ذلك: أخدود بيرو - شيلي غرب أمريكا. وبعيدا عن منطقة التصادم يخرج هذا الوشاح المنصهر في صورة براكين مكونة جبالا بركانية.
·         إذا كان اللوحان المتقاربان قارتيين, يحدث تصادم بينهما وينشأ عن ذلك سلاسل جبلية, مثل: جبال الهيمالايا وجبال زاجروس.
·         إذا كان اللوحان المتقاربان محيطيين, ينزلق أحدهما (ذو الوزن النوعي الأكبر) تحت الآخر (ذو الوزن النوعي الأصغر) وينتج عن ذلك انبثاق البراكين, مثال على ذلك: ما يعرف بحلقة النار داخل المحيط الهادي.
الحركة الإنتقالية (الإنزلاقية)



صدع سان أندرياس
وتنشأ هذه الحركة عن قوى قص أو احتكاك عبر صدوع انزلاقية ناقلة للحركة نتيجة انزلاق الصفائح أفقيا بمحاذاة بعضها العض, وتسمى حدود هذه الحركة بالحدود المحافظة Conservative Margins لأنه لا ينتج عنها زيادة ولا نقص في حجم القشرة الأرضية, إنما هي تحركات جانبية أفقية. ومن أشهر الصدوع الناقلة للحركة صدع سان أندرياس في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية, وصدوع البحر الميت شمال غرب الجزيرة العربية.







أنواع الفواصل بين الصفائح التكتونية

أسباب حركة الصفائح التكتونية
يرى العلماء أن تيارات الحمل الدورانية هي مصدر القوى التي تعتمد عليه نظرية الصفائح التكتونية التي في تفسيرها لحركة القارات ونموها وتكوين الجبال وأحواض الترسيب, حيث تنشأ تيارات حمل في منطقة الأثينوسفير المرنة نتيجة حدوث تغير في درجة الحرارة في باطن الأرض, مما يؤدي إلى وجود تيارات حمل دورانية على شكل خلايا دائرية المقطع, وتتجه تيارات الحمل إما إلى أسفل في الخلايا الهابطة, وإما إلى أعلى في الخلايا الصاعدة.
 

الصفائح الكبرى

على الرغم من عدم الاتفاق حول عدد هذه الصفائح إلا أنه يمكن تمييز ستة صفائح كبرى هي على النحو التالى : ـ
·         ويشمل الكتلة القارية للأمريكتين . مع جزء من قشرة المحيط الأطلنطى حتى حوافه الوسطى
·         الصفيحة الأفريقية African Plate :
·          ويشمل كل إفريقيا حتى الحافة الوسطى للمحيط الأطلنطي ونحو نصف المحيط الهندى الغربي.
·         الصفيحة الاوراسية Eurasian Plate  :
·          ويمتد بين الحافة الوسطى للمحيط الأطلسى غربا والبحر المتوسط وسلسلة الجبال الإلتوانية الحديثة جنوبا لتنتهى في المحيط الهادى بسلسلة الجزر الممتدة في شرقها . وبذلك يشمل اللوح معظم أسيا وأوروبا .
·         ويشتمل على كتلة صخور الهند وأستراليا وكل ما يحيط بهما من المحيط الهندى.
·          وتضم القارة القطبية الجنوبية مع الأطراف الجنوبية لكل من المحيط الهادى والأطلسي والهندى .
·         الصفيحة الهندية
·         صفيحة الهادي:
·         وهي الوحيدة التي يتكون معظمها من صخور محيطية خاصة الحواف الوسطى وإلى ما تحت صخور غرب أمريكا الشمالية .

وبالإضافة إلى هذه الصفائح الكبرى يوجد عشر صفائح صغرى من بينها
الصفيحة العربية
التى تتباعد عن الصفيحة الأفريقية ما بين 2-6 سم سنوياً خاصة في جنوبها الغربى وأن الفالق الأعظم الذي يمر بطول قاع البحر الأحمر يؤدى إلى زحزحته وتحركه شرقا بمعدل 2 سم سنويا وذلك على حساب الخليج العربى الذى يضيق بنفس القدر. وأن ارتكاز شبه الجزيرة العربية على
 في الشمال الغربي يزيد جبال إيران إرتفاعاً ، مما يزيد الضغط عليها ويؤدي إلى المزيد من الزلازل .
أهمية نظرية الصفائح التكتونية
يمكن تفسير العديد من المظاهر الجيولوجية في ضوء نظرية الصفائح التكتونية:
·         تفسر هذه النظرية مواقع أحزمة الزلازل في العالم وارتباطها بدرجة كبيرة بحواف الألواح والتي تتعرض لقوى شد أو ضغط أو قص مما يؤدي إلى إجهاد الصخور وحدوث الزلازل.
·         تفسر النظرية النشاط البركاني الهائل على سطح الأرض وما يعرف بحلقة النار حول حواف المحيط الهادي.
·         تفسر النظرية تكون الجزر البركانية على هيئة قوس أمام الأخاديد المحيطية, نتيجة انبثاق البراكين عندما ينزلق لوح محيطي تحت لوح محيطي آخر.
·         فسرت هذه النظرية كيفية تكون سلاسل جبلية عالية أمام الأخاديد المحيطية على أنها نتيجة اصطدام ألواح قارية بأخرى محيطية من مثل تكوين جبال الأنديز.
·         تفسر النظرية تكون سلاسل جبلية دون تكوين الأخاديد عند تصادم لوحين قاريين من مثل جبال الهيمالايا
·         تفسر النظرية تكون البحر الأحمر نتيجة تباعد الصفيحة العربية عن الصفيحة الإفريقية.
·         تفسر هذه النظرية تكون الجزر البركانية التي تقع في وسط الألواح المحيطية التي تعتبر مناطق خالية نسبيا من النشاط التكتوني, وذلك لأنها تقع فوق بقع ساخنة في المناطق العليا من لب الأرض, وتعمل الحرارة الصاعدة من هذه النقطة خلال وشاح الأرض والقشرة الأرضية على انصهار جزء من القشرة المحيطية وبذلك تندفع المادة المنصهرة إلى السطح مكونة جزرا بركانية مثل جزر هاواي التي تقع في وسط المحيط الهادي.
·         فسرت هذه النظرية ما سبقها من نظريات وخصوصا ما يتعلق بالدورة الصخرية وتوازن القشرة الأرضية.
الدورة التكتونية
وتشمل تحركات وتفاعلات ألواح الغلاف الصخري, والعمليات التي تحدث في ابطن الأرض وتسبب حركة الألوح.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق